اعتصام أرباب شاحنات نقل مواد البناء بالريش… احتجاج هادئ يتحول إلى قضية رأي محلي

يواصل أرباب وسائقو شاحنات نقل مواد البناء بمدينة الريش اعتصامهم المفتوح أمام مقر المركز الترابي للدرك الملكي، في ثالث أيام تحرك احتجاجي وُصف من طرف المشاركين بأنه من “أرقى الأشكال الشعبية” التي يشهدها الإقليم، نظراً لالتزامه بالانضباط والسلمية.

ويأتي هذا الاعتصام، وفق ما أكده عدد من السائقين، احتجاجاً على ما اعتبروه “تعسفاً” من طرف أحد عناصر الدرك برتبة “أجودان شاف”، بعد حجزه وثائق أحد السائقين واشتراطه ـ حسب روايتهم ـ “جدي” لإرجاعها. وهو ما دفع المحتجين إلى الرد بشكل ساخر عبر إحضار جديين ووضعهما مقابل المركز منذ ثلاثة أيام، في انتظار أن يخرج المعني بالأمر لتسلّمهما، حسب تعبيرهم.

ورغم الطابع الساخر للخطوة، إلا أن السائقين يؤكدون أن القضية “جدية” وتمس كرامتهم ومصدر رزقهم، معتبرين أن ما وقع يمثل “شقاً من ممارسات يجب وضع حد لها”.

وفي ظل تنامي الاحتجاج، أفادت مصادر محلية أن القيادة الجهوية والقيادة العليا للدرك الملكي دخلتا على الخط لفتح تحقيق معمق في الاتهامات الموجهة للعُنصر المعني، فيما يُرتقب أن تباشر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية عملية الاستماع إلى الأطراف كافة، ضماناً لشفافية الإجراءات واحترام القانون.

ويؤكد المحتجون أنهم سيُواصلون اعتصامهم إلى حين “إنصافهم” وفتح تحقيق رسمي يرفع اللبس عن الواقعة، مشددين على أن مطلبهم الأساسي هو “تطبيق القانون على الجميع دون استثناء”.

وتعيش مدينة الريش منذ بداية هذا التحرك على إيقاع احتجاجات سلمية لفتت أنظار السكان، وسط دعوات لتهدئة الأوضاع وانتظار نتائج التحقيق القضائي.