تاونات على خط الانطلاق نحو رؤية تنموية حديثة ومندمجة - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

تاونات على خط الانطلاق نحو رؤية تنموية حديثة ومندمجة

IMG-20251115-WA0012

في خطوة تُجسّد التحول العميق الذي تعرفه الحكامة الترابية ببلادنا، أعطى عامل إقليم تاونات، السيد عبد الكريم الغنامي، صباح الجمعة 14 نونبر 2025، الإشارة الرسمية لانطلاق ورش غير مسبوق لإعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، خلال لقاء تشاوري موسّع احتضنته ملحقة العمالة.

اللقاء، الذي حضره منتخبو الإقليم ورؤساء المصالح اللاممركزة وممثلو الهيئات المدنية والسياسية، بدا أشبه بـ محطة تأسيسية يراد لها أن تعيد ترتيب أولويات التنمية بالإقليم، وفق مقاربة تستند إلى التشخيص، والإنصات، وإعادة هندسة السياسات العمومية محلياً، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية.

في كلمته الافتتاحية، وجّه الغنامي رسائل واضحة:

ما بعد المسيرة الخضراء وافتتاح السنة التشريعية الجديدة ليس كما قبلها… فالدولة تتجه نحو تنزيل نموذج ترابي جديد يقوم على محاربة الفوارق المجالية، وتحرير الطاقات المحلية، وجعل المواطن في قلب القرار التنموي.

 

وأكد العامل أن تاونات، بتاريخها وبثقلها المجالي والبشري، مؤهلة لتكون جزءاً من هذه الدينامية الوطنية، شرط اعتماد رؤية جريئة تتجاوز المقاربات التقليدية وتضع على الطاولة الملفات الحقيقية التي ينتظرها المواطن منذ سنوات.

 

 

اللقاء لم يكن بروتوكولياً ولا شكلياً، بل شكّل ورشة تفكير جماعية شارك فيها المنتخبون، ممثلو الإدارات، الفاعلون الاقتصاديون، الجمعيات، والشباب.

وقدّم كل طرف تشخيصه الدقيق لواقع الإقليم، وتقييمه للخدمات الأساسية، واقتراحاته العملية حول سبل تجاوز أعطاب التنمية.

 

وتم الاتفاق على أربعة محاور ذات أولوية قصوى:

 

■إطلاق محرّكات التشغيل عبر تثمين المؤهلات المحلية وخلق بيئة جاذبة للاستثمار؛

 

■إصلاح الخدمات الاجتماعية خاصة الصحة والتعليم اللتين تمثلان العصب الحقيقي لتقليص الفوارق؛

 

■تقليص العزلة المجالية من خلال مشاريع بنيوية كفيلة بفك الاختناق عن القرى والمراكز الصاعدة؛

 

■التأهيل الترابي المندمج بما ينسجم مع الأوراش الوطنية الكبرى ويُمهّد لنموذج محلي جديد للتنمية.

 

 

ما ميز اللقاء هو الجرأة في الطرح، حيث لم يتردد المتدخلون في وضع اليد على مكامن الخلل، سواء تعلق الأمر بضعف الاستثمار العمومي في بعض المجالات، أو بطء تنفيذ المشاريع، أو الحاجة الملحّة لإعادة ترتيب خارطة الأولويات وفق تطلعات الساكنة.

وشدد مختلف المتحدثين على أن أي برنامج تنموي لن ينجح دون تشخيص ميداني دقيق يلامس الواقع الحقيقي، ويستند إلى بيانات وإحصاءات موضوعية، ويستحضر انتظارات المواطنين في العالمين القروي والحضري.

الورشة التشاورية أبرزت أن تاونات أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء صورتها التنموية، خصوصاً مع توفرها على مؤهلات طبيعية وسياحية وفلاحية وبشرية ما تزال غير مستغلة بالشكل المطلوب.

كما تم التأكيد على أهمية القطاعات الحيوية، مثل:

التعليم – الصحة – الماء – الطرق – البنيات الاجتماعية – الإدماج الاقتصادي للشباب.

واختتم اللقاء بإعلان انطلاق سلسلة من المشاورات والورشات الميدانية عبر مختلف تراب الإقليم، بهدف صياغة برنامج تنموي منصت، واقعي، وذو أثر محسوس، يترجم تطلعات الساكنة إلى مشاريع فعلية، ويعيد الاعتبار لإقليم ظل لسنوات ينتظر لحظة الانطلاق.

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث