شهدت مدينة تارودانت، مؤخراً، حادثة خطيرة أثارت موجة واسعة من التنديد والاستنكار في صفوف المحامين وهيئات الدفاع عبر مختلف ربوع المملكة، بعد أن تعرّض أحد المحامين لهجوم عنيف داخل مكتبه من طرف شخص اقتحم المكان ووجّه له سيلاً من السبّ والشتم والتهديد.
وحسب مصادر مهنية، فإن المعتدي لم يتردّد في توجيه تهديدات مباشرة للمحامي، بسبب مؤازرته لأحد موكليه في قضية يتابع فيها هذا الشخص، محاولاً ثنيه عن ممارسة مهامه المهنية المشروعة، بل وصل به الأمر إلى تهديده في حال أقدم على مباشرة أي مسطرة قضائية جديدة ضده.
وقد خلّف هذا الفعل المشين حالة من الغضب العارم في صفوف أصحاب البدلة السوداء، الذين اعتبروا الواقعة مساساً خطيراً بحرمة مهنة الدفاع، ومحاولة لترهيب المحامين وثنيهم عن أداء رسالتهم النبيلة القائمة على حماية الحقوق وصون العدالة.
وأكد عدد من المحامين بتارودانت أن الواقعة لا تمسّ زميلاً بعينه فقط، بل تطال الجسم المهني بأكمله، مشددين على ضرورة متابعة المعتدي قضائياً واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة التي تضمن هيبة المهنة وحماية منتسبيها.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، يبقى هذا الاعتداء بمثابة جرس إنذار يدعو إلى تعزيز الحماية القانونية للمحامين، وضمان الظروف الآمنة التي تمكّنهم من أداء رسالتهم بكل استقلالية وكرامة، بعيداً عن أي ضغط أو تهديد.


Comments
0