ساكنة مجاط تعبر عن رفضها لاستغلال واد أسيف المال كمقلع للرمال وتطالب بوقف المشروع

عبّرت ساكنة مجاط عن استيائها الشديد بعد شروع إحدى المقاولات، بناءً على ترخيص إقليمي، في استغلال واد أسيف المال كمقلع مؤقت للرمال والحجارة بهدف تزويد مشروع طريق محلي بالمواد الأولية. الخطوة أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط المحلية، حيث يرى عدد من السكان أن القرار لم يراعِ الوضع البيئي الحرج الذي تعرفه المنطقة.

ويؤكد مواطنون أن الأودية أصبحت المصدر الأساسي للمياه في ظل موجة الجفاف وندرة الموارد المائية، ما يجعل أي تدخل غير مدروس في مجاريها مهددًا للتوازن البيئي وللمصادر الحيوية التي يعتمد عليها الفلاحون والسكان. ويشدد هؤلاء على أن الوضع المائي المتدهور يتطلب حماية كل مورد طبيعي متبقٍّ بدل استغلاله بشكل قد يفاقم الأزمة.

وأفاد عدد من الفلاحين بأن استغلال الواد سيزيد من الضغوط على الموارد المائية المحدودة أصلًا، معتبرين أن الأولوية ينبغي أن تُمنح لحماية المياه وتأمين حاجيات السكان، خاصة في ظل تراجع الفرشة المائية خلال السنوات الأخيرة.

في المقابل، عبّر العديد من المواطنين عن تساؤلاتهم بشأن خلفيات الترخيص، معتبرين—وفق تعبيرهم—أن مسار اتخاذ القرار لم يكن واضحًا بما يكفي، وداعين إلى اعتماد مقاربة تشاركية تضمن إشراك الساكنة وأخذ مخاوفهم بعين الاعتبار. كما طالبوا بمراجعة هذا الترخيص وإيقاف المشروع إلى حين تقييم تأثيراته البيئية والاجتماعية.

من جهة أخرى، دعا نشطاء بيئيون إلى فتح تحقيق حول مسطرة منح الإذن للمقاولة، للتأكد من احترام المعايير القانونية والبيئية، وشددوا على ضرورة أن تراعي جميع المشاريع التنموية مبادئ الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية.

أزمة مائية تتفاقم

تعيش منطقة مجاط منذ سنوات على وقع خصاص حاد في المياه بسبب تراجع التساقطات، الأمر الذي دفع السكان إلى التحذير من أن أي تدخل في الأودية سيزيد من تفاقم الوضع. ويطالب المتضررون بأن توجَّه الجهود نحو تدبير رشيد للمياه وحماية المجالات الطبيعية بدل تعريضها للاستنزاف