افتتحت الزاوية القادرية بالصويرة موسمها السنوي لهذا العام ببرنامج متنوع يجمع بين الاحتفاء بالتقاليد المغربية الأصيلة وخدمة الأطفال والأسر، في أجواء من البهجة والصفاء الروحي؛ انطلقت فعاليات الافتتاح يوم أمس الأربعاء بحفل الحناء الذي أُقيم لفائدة الأطفال المستفيدين من عملية الإعذار، حيث عمّت الزاوية أجواء احتفالية مفعمة بالفرح، وتزيّنت أيادي الصغار بنقوش الحناء التقليدية التي تسبق عادة عملية الختان.
وشهد الحفل أيضًا سهرة روحانية مميزة أحيتها فرقة زايدة كانيا للحضرة الصوفية النسوية، حيث أضفت أصواتهم العذبة وإيقاعاتهم الصوفية نفحات وجدانية على الأمسية، مما أعاد الحاضرين إلى جو الروحانية والأصالة التي تتميز بها الزاوية، في ليلة امتزجت فيها الفرحة العائلية بالذكر والمديح.
وفي صباح اليوم الخميس، اكتمل مشهد الافتتاح بتنظيم عملية الإعذار لفائدة ثلاثين طفلًا من أبناء الأسر المعوزة، بالتنسيق بين الزاوية القادرية والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية وإدارة مستشفى سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة؛ وقد احتضن المركز الاستشفائي الإقليمي العملية التي أشرف عليها طاقم طبي وتمريضي متخصص، مع توفير كافة شروط السلامة والرعاية الطبية قبل وأثناء وبعد التدخل، إضافة إلى توزيع ملابس وأدوية على الأطفال، في بادرة إنسانية تعكس الدور الاجتماعي العميق للزاوية.
ويجسد هذا الافتتاح القيم الأساسية للموسم السنوي، الذي يجمع بين الإحياء الروحي وخدمة المجتمع، ويؤكد حرص الزاوية على إحياء تقاليد التضامن والتكافل التي تميز مدينة الصويرة، وقد عبّر عدد من أولياء الأمور عن شكرهم وامتنانهم لهذه المبادرة التي خففت عنهم الأعباء المادية وأدخلت البهجة على قلوب أطفالهم في بداية هذا الموسم المبارك.
وتستمر فعاليات الموسم خلال اليومين المقبلين، حيث ستشهد الليلة الروحية الكبرى بعد صلاة العشاء مساء الخميس حضور نخبة من المادحين والمسمعين وشيوخ الزوايا الصوفية من مختلف المدن المغربية، بينما سينظم يوم الجمعة ندوة علمية سنوية بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي ابتداءً من الساعة الرابعة مساءً ببيت الذاكرة، ليُختتم الموسم بأمسية فنية صوفية في دار الصويري عند الساعة الثامنة مساءً، مؤكدة حضور الزاوية القادرية كفضاء للأنوار الروحية والعطاء الاجتماعي والمحافظة على الموروث الصوفي المغربي الأصيل.
Comments
0