اختُتمت بمدينة تاونات فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان “قمم الجبال”، التي نُظمت ما بين 6 و8 نونبر 2025، تحت شعار:
“خمسون سنة من مسيرة التنمية والنماء”
وجاءت هذه الدورة في سياق وطني مفعم بالاعتزاز، تخليدًا للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة، وتزامنًا مع القرار الأممي الأخير الذي اعتمد مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء، مع التأكيد على السيادة الكاملة للمملكة على أقاليمها الجنوبية.
تحولت تاونات خلال ثلاثة أيام إلى عاصمة للفن والهوية الوطنية، حيث جمعت المنصات والساحات العمومية بين الإبداع والتراث، في مشهد احتفالي كبير يعكس عمق الانتماء الوطني لسكان الإقليم.
وجاء تنظيم المهرجان بشراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وعمالة إقليم تاونات، وبدعم من مجلس جهة فاس مكناس، ومجلس الإقليم، ووكالة تنمية أقاليم الشمال، وبتعاون مع المجتمع المدني المحلي ومجموعة من المؤسسات العمومية.
كرّس المهرجان دورته الحالية للاحتفاء بالأغنية الوطنية المغربية التي خلدت للمسيرة الخضراء، باعتبارها رافدًا فنيًا من روافد الذاكرة الجماعية للمغاربة.
وتفاعل الجمهور التاوناتي مع عروض فنية راقية أحياها نخبة من نجوم الأغنية المغربية، من بينهم: عبد الواحد التطواني، الحاج محمد الدرهم، حياة الإدريسي، فؤاد الزبادي، نزهة الشعباوي، ومحمد عدلي، إضافة إلى حضور فنانين كبار في مجالات التمثيل والإعلام، من طينة محمد خيي، بشرى أهريش، عبد الله ديدان، ربيع القاطي، عتيق بنشيكر، وهند السعديدي.
وشهدت فعاليات المهرجان تنظيم طقوس “الضيافة الجبلية – يد الحنة”، التي أبرزت غنى التقاليد المحلية وكرم الإنسان الجبلي، في أجواء امتزجت فيها الأهازيج الشعبية بالزغاريد الجبلية، ترحيبًا بضيوف المهرجان من فنانين وإعلاميين وشخصيات ثقافية.
وحرصت إدارة المهرجان على جعل المؤسسات التعليمية فضاءً للحوار والتفاعل مع الفنانين، من خلال جلسات تواصلية ونقاشات مفتوحة حول رمزية المسيرة الخضراء ومغزاها الوطني، بمشاركة تلاميذ وتلميذات من مختلف مدارس تاونات.
وعرفت السهرة الرسمية الختامية “الزمن الجميل” لحظات مؤثرة، تم خلالها تكريم الفنان الحاج محمد الدرهم، أحد رموز فرقة جيل جيلالة، والممثل القدير محمد خيي، إلى جانب مجموعة من قدماء المشاركين في المسيرة الخضراء وفاعلين جمعويين تركوا بصمتهم في خدمة الوطن.
وشهدت الدورة مشاركة الفرقة الموسيقية “ملتقى السلام”، التي تضم فنانين من عدة دول بينها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وسويسرا وبوركينافاسو، تحت قيادة المايسترو المغربي علي العلوي، إضافة إلى الفنانة المصرية راندا رضوان التي أبهرت الجمهور بأدائها المميز وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير.
بهذا الزخم الفني والوطني، بصمت تاونات على دورة استثنائية من مهرجان “قمم الجبال”، أكدت من خلالها أن الثقافة ليست ترفًا، بل قوة ناعمة لترسيخ قيم الوحدة والانتماء والوفاء لروح المسيرة الخضراء، التي ستظل منارة خالدة في تاريخ الأمة المغربية.
عن جريدة “مع الحدث” الإلكترونية – تاونات




Comments
0