عبد الرحيم الشافعي.. صوت نقدي يفتح أسئلة السينما المغربية

يُعد عبد الرحيم الشافعي واحدا من أبرز الأقلام النقدية الشابة في الساحة السينمائية المغربية والعربية، حيث استطاع أن يجمع بين العمق الأكاديمي والحس الفني في مقاربته لعالم السينما. وُلد بمدينة الدار البيضاء، وبدأ مساره الفني كمساعد مخرج في عدد من الأفلام القصيرة والأعمال التلفزيونية، قبل أن يتجه إلى النقد السينمائي ليصوغ رؤيته الخاصة حول تطور السينما المغربية وسؤال الإبداع فيها.

اشتهر الشافعي بسلسلة مقالاته التحليلية التي حملت عنوان “سؤال في السينما المغربية”، وهي سلسلة فتحت نقاشا جادا حول التجارب السينمائية الوطنية، وأعادت الاعتبار للقراءة الفكرية والجمالية للأفلام المغربية. نُشرت أعماله في صحف وطنية من قبيل الاتحاد الاشتراكي وبيان اليوم والعلم والحركة، قبل أن تمتد تجربته إلى مجلات عربية وخليجية مثل مجلة الشارقة وكراسات السينما السعودية ومجلة أفكار والرافد ومجلة الجوية، إلى جانب مقالات باللغة الفرنسية نشرت في بعض الصحف الأجنبية.

درس عبد الرحيم الشافعي الفلسفة في مسلك الفن والجماليات، حيث تخصص في نقد السينما، وقدم بحثا أكاديميا بعنوان “نظرية الإخراج السينمائي بين التقنية والإبداع”. كما تابع دراسته في الأدب الفرنسي بكلية عين الشق، ثم في الإجازة المهنية للفن والإعلام بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ما منحه تكوينا متينا يجمع بين المعرفة النظرية والخبرة العملية.

خضع الشافعي لتدريبات مكثفة بمعهد الجزيرة للإعلام ومؤسسة العرب العالمية للصحافة والنشر، مما ساعده على تطوير أدواته النقدية والصحفية. ويعمل حاليا ناقدا سينمائيا بصحيفة العرب اللندنية وموقع ميدل إيست أونلاين الدولي، حيث يقدم تحليلات معمقة للسينما المغربية والعربية، ويواكب تحولات الصناعة السينمائية من منظور فكري وفني.

يستعد عبد الرحيم الشافعي لإصدار كتابه الأول بعنوان “سؤال في السينما المغربية”، الذي سيضم أبرز دراساته ومقالاته النقدية، في محاولة لتوثيق مسار السينما الوطنية وتحليل خطابها الفني والجمالي.

يمثل الشافعي نموذجا للمثقف السينمائي الواعي بدور الصورة في بناء الوعي ، وبدور النقد في تطوير الذوق الفني وصيانة ذاكرة الإبداع. يكتب بعين الباحث ووجدان الفنان، ويجعل من كل قراءة سينمائية فرصة لإعادة التفكير في العلاقة بين الفن والواقع، وبين الصورة والفكر.