في صباح مفعم بالصفاء والبهجة، اكتست فضاءات رياض كولد في بن صميم ألوان الوطن، حيث تزينت الأعلام الحمراء في أيدي الصغار، وتلألأت الابتسامات على وجوههم، ليعيشوا تجربة فريدة تستحضر المسيرة الخضراء في قالب رياضي وتربوي مميز.
الاحتفال لم يكن مجرد تظاهرة رياضية، بل رحلة تعليمية تفاعلية تربط بين أمجاد الماضي وحاضر يسعى لغرس قيم المواطنة والانتماء في نفوس الأجيال الصاعدة. اجتمع الأطفال وأولياء أمورهم والمربّون في قلب الأطلس، حيث تحولت ملاعب رياض كولد إلى فضاء وطني نابض بالحياة، يُترجم ذكرى المسيرة الخضراء من حدث تاريخي إلى تجربة معاشة.
مع انطلاق المسيرة الرمزية، ارتفعت الأعلام المغربية في أيدي الأطفال، فيما زينت صور جلالة الملك محمد السادس جنبات الفضاء، لتذكر الجميع بأن حب الوطن يبدأ بالوعي والانتماء قبل أن يكون باللعب والرياضة.
وقال أحد المنظمين:
“هدفنا ليس فقط تدريب الأطفال على كرة القدم، بل تعليمهم أن كل خطوة في الملعب هي درس في الوطنية، وكل تمريرة تحمل رسالة وفاء للوطن.”
وشارك في هذه التظاهرة الرياضية مدارس ونوادٍ من فاس وبن صميم وإفران، من بينها نادي الإخلاص، النجم الفاسي، جمعية أطلس بن صميم، وجمعية رياض أزرو. وتحولت المباريات إلى لحظات من الفخر والانتماء، حيث كانت كل مباراة فرصة لتأكيد أن الصحراء المغربية ستبقى جزءاً لا يتجزأ من الوطن ما دامت هذه القلوب تنبض بحب المغرب.
كما شهد الحدث أنشطة فنية وتربوية موازية، تضمنت أناشيد وطنية ورسومات للأطفال جسدت رموز الوطن، إلى جانب ورشات تفاعلية عززت قيم التعاون والمواطنة. فكان الاحتفال تجسيداً حقيقياً لفكرة أن الرياضة يمكن أن تكون مدرسة للوطنية وغرس القيم.
وفي ختام الفعالية، عبّر المشاركون عن سعادتهم بهذا الحدث المتميز، مؤكدين أن رياض كولد أصبح نموذجاً رائداً في دمج التربية الوطنية بالأنشطة الرياضية، وأن الأطفال الذين شاركوا في هذه المسيرة الخضراء المصغّرة سيكبرون وهم يحملون في قلوبهم رسالة الوفاء للوطن، ليورثوها لأجيال الغد.
مع الحدث: الوطنية تُزرع بخطوة طفل يحمل العلم، وبابتسامة صادقة ترفرف في قلب الأطلس، لتبقى المسيرة الخضراء رمزاً خالداً في وجدان كل مغربي.














Comments
0