إلى متى هذا التدخل؟

صُدمت ساكنة مدينة وجدة صباح اليوم بحادث مؤسف داخل أحد مستشفيات المدينة، بعدما تعرضت مواطِنة للمنع والتعامل الخشن من طرف أحد حراس الأمن الخاص. واقعة بسيطة في ظاهرها، لكنها تكشف عن خلل عميق في فهم بعض العاملين لمهامهم وحدود سلطتهم، ما أثار استياءً كبيرًا لدى كل من عاين المشهد أو تداوله.

إن مثل هذا السلوك لا يُعتبر فقط تجاوزًا لمهام الحارس، بل هو مسّ مباشر بكرامة المرضى وذويهم، وانتهاك صريح لحقوقهم داخل مؤسسة يفترض أنها ملاذ للعلاج والطمأنينة، لا فضاء للترهيب أو التعسف. فدور حراس الأمن بالمستشفيات واضح ومحدد: حماية التجهيزات الطبية، تنظيم حركة الدخول والخروج، والمساهمة في ضمان الأمن الداخلي، دون المساس بحقوق المرتفقين أو استغلال السلطة بشكل يسيء للمنظومة الصحية.

إن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتعزيز ثقة المرضى في مؤسساتهم العلاجية، يبدأ من احترام كل فرد لحدود مسؤولياته، والالتزام بأخلاقيات التعامل الإنساني قبل المهني. فالمستشفى فضاء للرحمة، وليس ساحة تُمارَس فيها أساليب الإقصاء والإهانة.

ويبقى السؤال الملح: إلى متى ستظل مثل هذه التجاوزات تحدث دون محاسبة أو إعادة تأهيل للمسؤولين عنها؟

إن حماية كرامة المواطن ليست خيارًا، بل واجبٌ لا يمكن التهاون فيه.