فضيحة الحساب المزوّر… عندما تكشف منصة X حقيقة التلاعبات القادمة من الجارة الشرقية

فضيحة الحساب المزوّر على منصة X لم تكن مفاجئة للكثيرين، لكنها جاءت لتؤكد مرة أخرى حجم التلاعبات التي تُدار من الجارة الجزائر في محاولة للتشويش على الدبلوماسية المغربية. فبعد التحديث الجديد الذي اعتمدته المنصة، والذي أظهر الموقع الجغرافي لبعض الحسابات، تبيّن بشكل واضح أن الحساب الذي كان ينتحل اسم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وينشر مواقف لا أساس لها، مصدره الجزائر.

هذه الواقعة كشفت ما كان الجميع يتوقعه: حملات التضليل التي تُصنع بعناية في الجهة الشرقية لم تعد تجد لنفسها غطاء، وأصبح انكشافها مسألة وقت فقط. فبمجرد تفعيل خاصية تحديد الموقع، ظهر مصدر الحساب وانتهت المسرحية التي حاول أصحابها نسبها إلى وزارة الخارجية المغربية.

من الواضح أن الهدف من مثل هذه الحسابات هو التشويش على صورة المغرب وإرباك الرأي العام، خصوصا في ظل النجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية. غير أن هذه الأساليب تكشف في الواقع حالة ارتباك واضحة لدى من يقف وراءها، لأن الدول التي تبني علاقاتها وتحالفاتها على أساس متين لا تحتاج إلى حسابات وهمية أو بلاغات مفبركة.

المشكلة أعمق من مجرد حساب مزوّر، فهي تعكس منهجية تقوم على صناعة الأخبار الكاذبة وترويجها أملا في خلق ضبابية حول المؤسسات المغربية. لكن هذه الممارسات لم تعد تنطلي على أحد، خاصة مع تطور أدوات التحقق الإلكترونية، وتزايد وعي المتابعين بطبيعة هذه الحملات.

ما حدث على منصة X هو مثال جديد على أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها. فبمجرد أن ظهرت معلومة تقنية بسيطة، سقطت كل الادعاءات التي كان أصحاب الحساب يسعون لتمريرها. والمفارقة أن الأسلوب الذي استُعمل للهجوم على المغرب تحول في النهاية إلى دليل إدانة ضد من شنّ الهجوم.

في النهاية، ما وقع ليس مجرد فضيحة رقمية، بل رسالة واضحة مفادها أن التضليل لا يبني دولة ولا يصنع سياسة، وأن المغرب اليوم أقوى من أن تهزه حسابات وهمية أو حملات مرتجلة. البلد الذي تعتمد مؤسساته على التواصل الرسمي، وعلى عمل دبلوماسي متين، لا يخشى من مثل هذه المناورات، بل يزداد يقينا بأن قوته مصدر إزعاج لمن يحاول تشويه صورته عبر طرق لا تليق بعلاقات حسن الجوار.