حين ينطق المحتوى

يُعدّ المحتوى البنّاء ركيزة أساسية لإثراء المعرفة وتعزيز الفهم وتشجيع التفكير النقدي وتحفيز الإبداع. فالمحتوى الهادف ليس مجرد كلمات أو صور تُنشر، بل هو أداة لبناء المجتمع وتحقيق التقدم، لأنه يفتح أمام المتلقي آفاقاً جديدة ويمنحه القدرة على قراءة الواقع بعين واعية وتحليلية.

إن المحتوى البنّاء، لا الهدّام، يساهم في توسيع مدارك المتلقي، ويشجعه على التفكير النقدي والتحليلي، ويحفزه على الإبداع والابتكار، مما يجعله قادراً على مناقشة الأفكار واستيعابها.

فـ المحتوى هو الذي ينتج تفاعلاً إيجابياً داخل المجتمع، ويقوّي الروابط بين الأفراد عبر تبادل الأفكار والمعرفة.

وفي زمن هيمنت فيه مواقع التواصل الاجتماعي واقتحمت تفاصيل الحياة اليومية، باتت المنصات تعجّ بمقاطع تفاهة ومحتويات لا أخلاقية، لا تحمل رسالة ولا تضيف قيمة. فإذا كان الفيديو أو الصورة خالياً من معنى أو رسالة واضحة، فلا داعي لوجوده. هذه الرداءة المنتشرة جعلت الكثيرين يعيدون النظر في استخدام تلك المنصات، وبالتالي تراجعت نسبة المشاهدة لدى المحتويات الهادفة التي ضاع صوتها وسط الضجيج.

إن التأمل في هذا الواقع يوصل إلى خلاصة واضحة: المحتوى البنّاء هو مفتاح النجاح والتقدم. فهو يعزّز المعرفة، ويشجع على التفكير النقدي، ويحفّز الإبداع. وبناء مجتمع راقٍ ومتماسك يتطلب سعياً جماعياً نحو إنتاج محتوى هادف يحمل رسالة أخلاقية واضحة ويضيف قيمة حقيقية.

ولذلك، فإن مسؤولية صُنّاع المحتوى والمتلقين على حد سواء هي اختيار الطريق الذي يرقى بالوعي ويخدم المجتمع، لا ذاك الذي يجرّه نحو التفاهة والسطحية.