شهدت مدينة سطات، في الساعات الأولى من صباح اليوم حالة من الهلع في صفوف عدد من طلبة جامعة الحسن الأول، بعد مغادرتهم الإقامات الخاصة بالطلبة (Student House) حوالي الساعة الثانية صباحاً، على خلفية مخاوف من وجود تشققات وتصدعات في بناية الإقامة. هذه الخطوة، التي جاءت في توقيت حساس وتحت ظروف جوية مطبوعة بأمطار غزيرة، أعادت إلى الواجهة سؤال سلامة البنايات المخصصة لإيواء الطلبة، وحدود المسؤولية القانونية والأخلاقية للجهات المشرفة عليها.
وحسب المعطيات المتداولة، فقد تم ربط الاتصال بأحد المسؤولين عن هذه الإقامات، الذي أكد أن الوضع لا يدعو إلى القلق، وأنه لا يوجد أي خطر يهدد سلامة الطلبة، مرجعاً الأصوات القوية التي سُمعت إلى التساقطات المطرية الغزيرة التي تعرفها المدينة. كما أوضح أن البناية سليمة، ولا تعاني من أية تشققات بنيوية تهدد استقرارها.
وبمجرد إشعار السلطات المحلية بما جرى، انتقل باشا المدينة مرفوقاً بلجنة مختلطة إلى عين المكان، من أجل الوقوف على حقيقة الوضع ومعاينة الإقامة. هذه الخطوة، وإن كانت تعكس تفاعلاً سريعاً مع الحدث، إلا أنها لم تُنهِ حالة القلق، بل فتحت الباب أمام مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي لا تزال دون أجوبة واضحة.
أول هذه الأسئلة يتعلق بما إذا كانت اللجنة المختلطة قد خلصت فعلاً إلى تأكيد سلامة البناية بشكل رسمي وموثق، أم أن المعاينة كانت أولية فقط. كما يطرح الطلبة وعائلاتهم تساؤلاً مشروعاً حول ما إذا تم إنجاز أو برمجة خبرة تقنية مستقلة من طرف مهندسين مختصين في السلامة والبناء، تكون نتائجها مكتوبة ومعلنة للرأي العام، بما يبدد الشكوك ويضع حداً للإشاعات.
ومن جهة أخرى، يظل مصير الطلبة الذين غادروا الإقامة ليلاً غير واضح المعالم: أين قضوا ليلتهم؟ ومن يتحمل مسؤولية ضمان أمنهم وسلامتهم في هذه المرحلة؟ وهل تم توفير بدائل مؤقتة أو مواكبة اجتماعية ونفسية لهؤلاء الطلبة، خاصة وأن أغلبهم يدرسون بعيداً عن أسرهم؟
إن غياب تقرير تقني واضح ومعلن، يطمئن الطلبة وعائلاتهم، يساهم في تعميق فقدان الثقة، ويجعل من الضروري اعتماد مقاربة أكثر شفافية في التواصل. فسلامة الطلبة ليست موضوعاً قابلاً للاجتهاد أو التطمينات الشفوية، بل قضية تستوجب وثائق رسمية، وخبرات مستقلة، وتحمل كل جهة لمسؤولياتها كاملة.
وفي انتظار توضيحات رسمية مدعومة بتقارير تقنية دقيقة، سيبقى القلق سيد الموقف، وستظل الأسئلة مطروحة بإلحاح: هل فعلاً لا يوجد ما يدعو للخوف؟ أم أن ما وقع مجرد إنذار يستدعي معالجة جذرية واستباقية قبل فوات الأوان؟


Comments
0