الحرفي المغربي… إبداعٌ يصنع العالمية ويُتوَّج بتسجيل القفطان تراثاً إنسانياً - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

الحرفي المغربي… إبداعٌ يصنع العالمية ويُتوَّج بتسجيل القفطان تراثاً إنسانياً

IMG-20251210-WA0081

في لحظة اعتزاز وطني كبيرة، هنأت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني الصنّاع التقليديين وجميع المغاربة داخل الوطن وخارجه، بعد إعلان لجنة صون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، اليوم الأربعاء بالهند، تسجيل القفطان المغربي ضمن التراث اللامادي للبشرية.

هذا الاعتراف الدولي لم يأتِ من فراغ، بل جاء ثمرة إبداع الحرفي المغربي الذي استطاع بمهارته، ووفائه لحرفة الأجداد، أن ينقل القفطان من فضاءات الأسواق التقليدية إلى أرقى المنصات العالمية. فقد ظل القفطان المغربي على مدى قرون تحفة فنية تجمع بين الأصالة والرقي، لكنه في العقود الأخيرة تحول إلى رمز عالمي للموضة والتميز الثقافي، بفضل حرفيين جعلوا من كل غرزة وإبرة قصة تُروى.

ولم يكن طريق القفطان نحو العالمية مجرد صدفة؛ فإعجاب شخصيات بارزة عالمياً بهذا الزي التقليدي ساهم في زيادة شهرته وانتشاره.

ارتدته ملكات وأميرات من الشرق والغرب، وأبدت إعجابها به قرينات رؤساء دول بارزات، كما تألقت به زوجات وزراء وسفراء عالميين في مناسبات رسمية. بل إن عدداً من أبناء رؤساء الدول ظهروا بلمسات القفطان المغربي في حفلات ومراسيم دولية، مما جعل هذه القطعة جزءاً من لغة الموضة العالمية.

كما لعب الفنانون العرب والعالميون دورًا مهمًا في ترويج القفطان؛ إذ ارتدته نجمات سينما ومشاهير منصّات التواصل، مما جعل صور القفطان تنتشر في الصحافة الدولية والمجلات الراقية، لتصبح أفضل دعاية مجانية ساهمت في تعزيز مكانته وجاذبيته العالمية.

ولا يمكن الحديث عن انتشار القفطان دون ذكر ملايين السياح الذين يزورون المغرب سنوياً.

فما من سائح تقريباً يغادر البلاد إلا ويحمل معه قفطاناً أو قطعة مستوحاة منه كتذكار، بعدما أصبح رمزاً أصيلاً يعكس عمق الثقافة المغربية وتنوعها. هذا الطلب العالمي المتزايد أثبت أن القفطان لم يعد مجرد لباس تقليدي، بل أصبح علامة فاخرة يقصدها الباحثون عن التميز في مختلف القارات.

تسجيل القفطان المغربي تراثاً إنسانياً لدى اليونسكو هو اعتراف دولي بمسار طويل من الإبداع الحرفي، وبمجهودات المملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في حماية التراث الوطني وتثمينه.

وفي هذا السياق، أكدت كتابة الدولة التزامها بمواصلة دعم الصنّاع التقليديين وتشجيعهم على صون هذه الحرفة المتجذرة عبر العصور، وهو اعتراف بأن الصانع المغربي هو بطل هذه القصة، وبأنه ما يزال إلى اليوم يبدع ويطوّر ويجدد دون أن يتخلى عن روح الأصالة التي تميز القفطان المغربي.

تحية لكل يد مغربية صانت الموروث وحولته إلى فن عالمي.

تحية للحرفي المغربي الذي استطاع أن يجعل القفطان سفيراً للمغرب، وأن يرسم بخيوطه وصبره طريق العالمية… طريقاً عبرته الأمم، واحتفت به اليونسكو اليوم باعتباره تراثاً إنسانياً حيّاً يستحق التخليد.

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث