الناقد عبدالرحيم الشافعي يدعو إلى استعادة أصالة العمل الصحفي في المغرب

كشف الناقد الفني والاعلامي المغربي عبدالرحيم الشافعي في مقال له على موقع “ميدل ايست أونلاين اللندنية” عن تراجع خطير يهدد أساس الممارسة الإعلامية، حينما تتحول غرف التحرير إلى مستودعات تعيد نشر ما تنتجه وكالات الأنباء أو منابر أخرى دون أي جهد بحثي أو إضافة تحليلية. ويبرز الشافعي أن هذه الظاهرة باتت أزمة وجودية تفقد الصحافة المغربية روحها ودورها المعرفي.

وينتقد الشافعي اعتماد العديد من المواقع الإلكترونية على النقل الحرفي للمضامين، معتبرًا ذلك تراجعًا كبيرًا عن المبادئ المهنية التي تقوم على التحقيق والاستقصاء. ويوضح أنّ هذا السلوك يسلب كل منبر هويته الخاصة، ويمحو الفروقات بين الأخبار، ويُفقد الجمهور الثقة في المنظومة الإعلامية ككل.

ويدعو الناقد الفني عبد الشافعي المؤسسات الإعلامية إلى إعادة هيكلة غرف الأخبار عبر تكوين صحفيين مؤهلين قادرين على إنتاج قصصهم الخاصة. ويشدد على ضرورة الاستثمار في التدريب والبحث الميداني، لأن الصحفي في رؤيته هو فاعلاً يضيف القيمة والمعنى والسياق المحلي.

ويحذر الشافعي من الانزلاق نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي كبديل كامل عن العمل الصحفي الحقيقي، مشيرًا إلى أن الأدوات التوليدية ترسخ ظاهرة التماثل والتكرار إذا لم تُضبط بضوابط مهنية واضحة، ويرى أن التكنولوجيا يجب أن تُستخدم لدعم الإبداع، لا لخلق محتوى مكرر أو مسروق.

ويطالب عبدالرحيم الشافعي المنابر الإعلامية باحترام الملكية الفكرية والابتعاد عن السرقات الصحفية. ويعتبر أنّ إعادة تدوير محتوى الآخرين دون إشارة أو جهد خاص يشكل خيانة أخلاقية للجمهور وتقويضًا لرسالة الصحافة، التي يفترض فيها أن تبحث عن الحقيقة وتقدّم جديدًا لا مجرد صدى لأصوات أخرى.

ويؤكد الشافعي أن الحل يبدأ بإحياء الوظيفة الأصلية للصحافة وهي البحث، والاستقصاء، والتحليل، وتقديم محتوى يخدم المصلحة العامة. ويشدد على أن المجتمع بحاجة إلى إعلام قوي يفسّر الأحداث ويكشف المستور، وليس إلى منصات تكرر نفسها بلا هوية أو دور.