انهيار في الزمن بدل الضائع: إدارة تسهل البناء العشوائي والملك يطالب بحكم يوقف سقوط الأرواح قبل سقوط البنايات - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

انهيار في الزمن بدل الضائع: إدارة تسهل البناء العشوائي والملك يطالب بحكم يوقف سقوط الأرواح قبل سقوط البنايات

Screenshot_20251211_085908_com_openai_chatgpt_MainActivity_edit_5025156141468445

اللهم بارك(03) فريد حفيض الدين

هذه الفاجعة العمرانية تشبه مباراة تم ترتيب نتيجتها مسبقا: الحكم فيها هو الفساد الإداري، و الفريق الخاسر هو أرواح المواطنين التي تترك بلا حماية. رخص البناء وشهادات المطابقة تحولت من قوانين للعب النزيه إلى بطائق عبور في سوق النفوذ، تباع فيها سلامة السكان كما تباع نتائج بعض المباريات التي تفقد الرياضة معناها

ما حدث جريمة مركبة أشبه بفريق كامل يتواطأ على هزيمة ناديه؛ مسؤولون يوقعون دون رقابة، منتخبون يلتزمون صمت المتفرج المستفيد، و أعوان سلطة يتركون الملعب بلا حكام في مواجهة مقاولين يراكمون الطوابق كما يراكم البعض المخالفات في غياب البطاقات الصفراء و الحمراء. حين تشيد طوابق إضافية خارج الضوابط و تمنح الشهادات بلا تفتيش تقني حقيقي، تصبح العمارة مثل مدرج مهدد بالانهيار فوق الجمهور لأن إدارة النادي قررت توفير كلفة الصيانة على حساب أرواح المشجعين

الجدية الملكية و الواقع البيروقراطي

في الجهة المقابلة، تشدد خطب جلالة الملك محمد السادس في السنوات الأخيرة على مبدأ الجدية وربط المسؤولية بالمحاسبة، تمامًا كما يطالب مدرب صارم بلاعبين منضبطين لا مكان بينهم للمتهاون أو المتلاعب بنتيجة المباراة. الجدية هنا تعني أن كل من يدخل “*ملعب*” الوظيفة العمومية عليه أن يقبل المحاسبة على أدائه، و أن القانون يطبق أولا على المسؤول الذي في موقع حارس المرمى، لأن خطأه قد يستقبل هدفا قاتلا في شباك المجتمع كله

مفارقة الخطاب والممارسة الفضيحة أن هذا الخطاب الصارم يشبه خطة لعب محكمة يرسمها المدرب على السبورة، بينما ينزل بعض المسؤولين إلى الملعب ليلعبوا مباراة أخرى تماما، تحكمها الرشوة و الزبونية لا القانون و روح الفريق. المواطن يسمع لغة الجدية في “الاستوديو التحليلي”، لكنه حين يذهب إلى الملعب الإداري يجد طاقما يعتبره مجرد رقم على قميص أو ورقة في ملف، يمكن المقايضة بها كما تباع و تشترى أحيانا أصوات الجماهير أو ولاءات بعض الأندية.

هذه الفاجعة إعلان إفلاس أخلاقي لمؤسسات محلية فضلت أن تلعب بطولة الفساد بدل الدفاع عن شرف القميص الذي ترتديه باسم الدولة والمجتمع. المطلوب اليوم “غرفة فيديو” VAR حقيقية للمراجعة، لا مجازا: تحقيقات قضائية شفافة، إيقاف المتورطين عن اللعب الإداري، وتجريدهم من مناصبهم كما يجرد لاعب من شارة القيادة إذا خان فريقه، حتى لا يبقى شعار ربط المسؤولية بالمحاسبة مجرد لافتة في مدخل الملعب بلا أثر في النتيجة على لوحة التسجيل.

اللهم بارك

فريد حفيض الدين

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث