توتر غير مسبوق بين واشنطن وكاراكاس… مادورو يلوّح بسيف بوليفار وترامب يوجّه إنذار الرحيل - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

توتر غير مسبوق بين واشنطن وكاراكاس… مادورو يلوّح بسيف بوليفار وترامب يوجّه إنذار الرحيل

Screenshot_20251201_092457_com_android_chrome_CustomTabActivity

تعيش فنزويلا على وقع لحظة فارقة في تاريخها السياسي والأمني، بعدما بلغت التوترات مع الولايات المتحدة مستوى غير مسبوق. الرئيس نيكولاس مادورو ظهر قبل أيام في مشهد لافت وهو يلوّح بسيف سيمون بوليفار في الأكاديمية العسكرية بكاراكاس، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة تعبئة داخلية وردّاً رمزياً على ما وصفه بـ”العدوان الإمبريالي”.


في خطابه أمام آلاف من أنصاره، دعا مادورو الجيش والشعب إلى الدفاع عن “كل شبر من الوطن”، مؤكداً أن بلاده تواجه “مرحلة حاسمة” وأن فنزويلا “لن ترضخ للتهديدات الخارجية”. المشهد حمل طابعاً استعراضياً قوياً، لكنه جاء وسط معلومات متزايدة عن ضغوط أمريكية قد تتحول إلى عمليات عسكرية محدودة.

إنذار أمريكي غير مسبوق: الرحيل أو الإغلاق الكامل للمجال الجوي


بعد ساعات من ذلك الظهور، كشفت تقارير أمريكية – أبرزها في Miami Herald – أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجّه إنذاراً مباشراً وصارماً لمادورو خلال اتصال هاتفي مقتضب، طالب فيه الديكتاتور الفنزويلي بمغادرة البلاد “فوراً” مقابل ضمان إجلائه مع أسرته بشكل آمن.

الإنذار الأمريكي تضمّن عرضاً بخروج مادورو وزوجته سيليا فلوريس وابنه من فنزويلا، مقابل استقالته الفورية. إلا أن المفاوضات توقفت، بعدما طالب مادورو بما وصفه مسؤولون أمريكيون بـ”عفو عالمي” عن الجرائم المنسوبة له ولحلقته المقربة، إضافة إلى احتفاظه بالتحكم في الجيش، وهو ما رفضته واشنطن تماماً.

عقب فشل المكالمة، أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي الفنزويلي بشكل كامل، في خطوة اعتبرها محللون “مقدمة محتملة لعمليات عسكرية نوعية تستهدف مراكز القيادة والسيطرة” داخل البلاد.

مادورو في أضعف لحظاته… وروسيا والصين تتراجعان

تصاعد التوتر يأتي في وقت تقلّصت فيه قدرة مادورو على الاعتماد على حلفائه التقليديين. روسيا، الغارقة في حربها الطويلة في أوكرانيا، لم تعد قادرة على تقديم الدعم بالزخم السابق، بينما تبدي الصين حذراً واضحاً بسبب مصالحها الأوسع في أمريكا اللاتينية.

خبراء في الشأن الدفاعي، بينهم الدبلوماسية الفنزويلية السابقة فانيسا نيومان، اعتبروا أن مادورو ونواة نظامه يواجهون “أخطر تهديد منذ سنوات”، مؤكدة أن تحديد الأهداف العسكرية تم خلال عمليات سرية امتدت لسنوات.

ضعف عسكري داخلي وتفكك متسارع

وفق تحليلات أمنية، فإن القوات المسلحة الفنزويلية باتت في وضع هش نتيجة الفساد، والعقوبات، ونقص الصيانة. كثير من العتاد الروسي قديم أو غير صالح للاستخدام، فيما المعدات الأمريكية التي ورثتها البلاد من عقود مضت لم يتم صيانتها منذ سنوات.

هذا الضعف، إلى جانب عزلة النظام، قد يجعل أي ضربة أمريكية محدودة قادرة على إحداث تغيير عميق في توازن القوى داخل فنزويلا.

واشنطن توسّع دائرة الضغط… وتصنيف “كارتيل دي لوس سوليس” إرهابياً

قبل تحركاتها العسكرية الأخيرة، صنّفت الولايات المتحدة ما يعرف بـ”كارتيل دي لوس سوليس” – المرتبط بقيادات عسكرية في النظام – منظمة إرهابية، متهمة إياه بتحويل شركة النفط الوطنية إلى واجهة لغسل عائدات تجارة المخدرات.

عمليات أمريكية استهدفت قوارب يشتبه في نقلها المخدرات قرب السواحل الفنزويلية رفعت عدد “الناركوتيروريست” الذين تمت تصفيتهم إلى أكثر من 80 منذ سبتمبر.

بين السيف والمهلة… فنزويلا على حافة المنعطف

ظهور مادورو رافعاً سيف بوليفار كان محاولة لإظهار صمود رمزي، لكن التطورات التي أعقبته – خاصة الإنذار الأمريكي والإغلاق الجوي – تؤشر إلى أن البلاد على أعتاب مرحلة شديدة الحساسية، قد تحدد مستقبل النظام وربما مستقبل المنطقة برمتها.

في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبدو أن المواجهة بين واشنطن وكاراكاس دخلت مرحلة جديدة، حيث لم يعد السجال سياسياً فقط، بل بات مفتوحاً على كل الاحتمالات.

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث