جامعة الحسن الأول تحتفي بالمناسبات الوطنية في أمسية تجمع الإبداع والتكريم واستحضار الذاكرة

سطات

شهدت جامعة الحسن الأول بسطات، يوم الخميس 27 نونبر 2025، تنظيم احتفال وطني كبير تخليدًا لثلاث مناسبات غالية على قلوب المغاربة: عيد الاستقلال، عيد المسيرة الخضراء، وعيد الوحدة. وقد جاء هذا الحدث في إطار البرنامج الثقافي للجامعة الهادف إلى تعزيز قيم المواطنة وترسيخ روح الانتماء الوطني لدى الطلبة، وذلك بشراكة مع جمعية نغم ونوادي الجامعة، وبحضور شخصيات وازنة، في مقدمتها الفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي والملحن القدير حسن القدميري.

انطلقت فعاليات الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية ألقاها السيد رئيس جامعة الحسن الأول، مؤكّدًا فيها أهمية الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية لما لها من رمزية تاريخية وتربوية. كما ألقى رئيس جمعية نغم كلمة أبرز فيها دور الفن في حفظ الذاكرة الوطنية، بينما قدّم السيد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كلمة مؤثرة استحضر خلالها قيم التضحية والوحدة التي صنعت تاريخ المغرب.

وتعزز الحفل بعرض فيديو يوثق لمختلف احتفالات مؤسسات الجامعة بالمناسبات الوطنية، قبل المرور إلى فقرة لمسة وفاء التي تم خلالها تكريم أسماء بارزة بصمت تاريخ الفن والعمل الوطني، في مقدمتها الفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي، والأستاذ حسن القدميري، إضافة إلى نقيب متقاعد بالقوات المسلحة الملكية، وعدد من المشاركين في المسيرة الخضراء، في التفاتة إنسانية تعبّر عن الاعتزاز بعطاءاتهم.

وعلى المستوى الفني، قدّم كورال البوليفوني لجمعية نغم بمشاركة طلبة نوادي الجامعة لوحات غنائية وطنية مفعمة بالإحساس والانتماء. كما أدى الطالب عثمان الإدريسي وصلات موسيقية متميزة، أعقبتها أغنيتا هنا وطن وعيشي عيشي يا بلادي بمرافقة كورال طلابي.

أما الفقرات المسرحية فكانت حاضرة بقوة من خلال عرض بعنوان شموع الوطن، من تأطير الطالب الباحث عادل هلواش وبمشاركة طلبة نادي المسرح، حيث جسدت اللوحات المسرحية محطات مضيئة من تاريخ المغرب، عاكسة دور الفن في نقل الذاكرة والوعي الوطني.

كما تخللت الأمسية فقرة شعرية أبدع فيها طلبة نادي الفن والموسيقى في إلقاء قصائد وطنية تحمل رسائل الاعتزاز والحب للوطن، لتنتهي الفعاليات بأداء جماعي لأغنية وطنية جمع الطلبة والضيوف في مشهد احتفالي مؤثر.

أكدت جامعة الحسن الأول عبر هذا الاحتفال أن المحافظة على الذاكرة الوطنية مسؤولية مشتركة، وأن الانفتاح على الفنون والثقافة يُعدّ سبيلًا فعّالًا لترسيخ قيم المواطنة الحقة في نفوس الطلبة. كما أبرز الحدث قدرة الجامعة على جمع الإبداع، والتكريم، واستحضار الملاحم الوطنية في مشهد واحد، يعكس عمق انخراطها في الدينامية الثقافية للمملكة، وإيمانها بدور المؤسسات الجامعية في بناء الإنسان المغربي الواعي والمتشبع بقيم وطنه.