حين يسقط الستار... وتكشف كواليس العبث الأخلاقي في قلب العاصمة - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

حين يسقط الستار… وتكشف كواليس العبث الأخلاقي في قلب العاصمة

IMG-20251118-WA0073

في مشهد صادم يندى له الجبين، تفجّرت بالعاصمة الرباط فضيحة أخلاقية وجنائية غير مسبوقة، عقب إحالة خمسة متهمين ثلاثة شبّان وفتاتين في العشرينات من العمر على أنظار النيابة العامة، للاشتباه في تكوين شبكة إجرامية تخصصت في تصوير وإنتاج وترويج مقاطع إباحية عبر تطبيق “واتساب” مقابل مبالغ مالية ضخمة. هذه القضية لا تمثل مجرد انحراف سلوكي عابر، بل تُجسّد انزلاقاً خطيراً يضرب في العمق منظومة القيم، ويهدد الأمن الأخلاقي والاجتماعي للمجتمع المغربي.

 

الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط أبانت عن يقظة مهنية عالية، إذ تمكنت من تفكيك الشبكة بعد تحريات دقيقة كشفت اعتماد المتهمين أساليب “احترافية” في التصوير والتوزيع، بما يشبه تجارة سرّية تستغل جسد الإنسان كسلعة تُباع وتشترى. التحقيقات، وفق المعطيات المتوفرة، أظهرت أن أفراد الشبكة كانوا ينتجون محتوىً جنسيّاً جماعياً، ويعرضونه على زبائن محددين مقابل مبالغ مالية، في مشهد يشي بمدى الجرأة والاستهتار بالقانون وبالكرامة الإنسانية.

 

إن خطورة القضية لا تكمن في الفعل الإجرامي فحسب، بل في الرسالة المسمومة التي يحملها هذا النوع من السلوك المنحرف، والذي يسعى إلى تطبيع الانحلال الأخلاقي داخل المجتمع، واستباحة الحياء العام تحت ذريعة الربح السريع أو “التحرر الزائف”. إن مثل هذه الممارسات الشاذة، إذا لم تُواجَه بحزم، قد تتحول إلى سرطان اجتماعي يقوّض الثقة، ويفكك الروابط، ويجرّ الشباب إلى مستنقعات الانحراف.

 

إن تقديم هؤلاء للعدالة خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها يجب أن تكون رسالة واضحة لكل من يتوهم أن الفضاء الرقمي يمكن أن يكون ملاذاً آمناً للجريمة أو بوابة للإفلات من العقاب. القانون واضح، والدولة يقظة، والمجتمع غير مستعد للتنازل عن قيمه أو السماح بتلويث نسيجه الأخلاقي.

 

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى حماية الأسرة، وصون الشباب، وتعزيز التربية الرقمية التي تبني وعياً يميّز بين الحرية والانحلال، وبين الإبداع والإسفاف. كما أن على الأسر والمدارس ووسائل الإعلام أن تنهض بدورها في التوعية والتحذير من مخاطر الانزلاق وراء المحتويات الهابطة التي تجرّ أصحابها نحو العواقب القانونية والاجتماعية الوخيمة.

 

لقد أثبتت هذه القضية أن المغرب يقف بالمرصاد لكل من يتطاول على القانون أو يعبث بقيم المجتمع. والرسالة واضحة: لا تهاون مع من يحوّل التكنولوجيا إلى منصة للفاحشة، ولا تساهل مع من يظن أن المال يبرر الانحطاط. العدالة قالت كلمتها، والمجتمع ينتظر الردع الكافي الذي يضمن ألا تتكرر مثل هذه الممارسات المشينة.

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث