فاجعة آسفي بالمدينة العتيقة.. فيضان الواد يحصد أرواح 37 شخصًا والحصيلة مرشحة للارتفاع

هزّت فاجعة إنسانية مؤلمة مدينة آسفي، وبالضبط المدينة العتيقة ومحيط باب الشعبة، إثر فيضان مفاجئ للواد القادم من سد آسفي، خلّف حسب تقرير رسمي أولي، 37 ضحية من المواطنين المغاربة فيما تبقى الحصيلة قابلة للارتفاع في ظل استمرار عمليات البحث والتقييم الميداني.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الواد الذي يمر عبر منطقة الشعبة، باب الشعبة ومنطقة جنان فييان قبل أن يصب في البحر عرف ارتفاعًا مهولًا في منسوب مياهه نتيجة التساقطات القوية، ما أدى إلى انهيار جنباته وتغيير مسار الجريان بشكل مفاجئ نحو الأحياء السكنية المجاورة، خاصة بالمدينة القديمة.
هذا التحول المفاجئ لمسار المياه باغت الساكنة، متسببًا في أضرار جسيمة وخسائر بشرية مؤلمة وسط صعوبات كبيرة في التدخل بسبب طبيعة الأزقة الضيقة والبنية العمرانية القديمة للمنطقة.
وفور وقوع الحادث، استنفرت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية والأمن مختلف إمكانياتها، حيث جرى إطلاق عمليات إنقاذ وتمشيط واسعة، مع نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي، وتأمين محيط المناطق المتضررة، وفتح تحقيق لتحديد ملابسات الفاجعة وأسبابها التقنية.
وتعيش آسفي منذ وقوع الحادث حالة من الحزن والصدمة، فيما عبّرت فعاليات مدنية وحقوقية عن تعازيها لأسر الضحايا مطالبة في الآن ذاته بضرورة مراجعة منظومة تدبير الأودية والبنيات التحتية بالمدينة، واتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
وتبقى الأنظار متجهة إلى البلاغات الرسمية المرتقبة، في انتظار تحيين الحصيلة النهائية، وكشف النتائج الكاملة للتحقيق الجاري حول هذه الفاجعة التي أعادت إلى الواجهة إشكالية السلامة الحضرية بالمدن العتيقة.