عاد لقب كأس العرب إلى الخزانة المغربية عقب مباراة نهائية مثيرة ودرامية جمعت المنتخب المغربي الرديف بنظيره الأردني، في مواجهة اتسمت بالندية والقوة والإثارة إلى حدود الدقائق الأخيرة، وقدّمت واحدة من أكثر النهائيات تشويقاً في تاريخ المسابقة.
ودخل المنتخب المغربي اللقاء بعزيمة واضحة على الحسم المبكر، وهو ما تُرجم سريعاً في الدقيقة الرابعة، عندما وقّع أسامة طنان هدفاً عالمياً منح “أسود الأطلس” أفضلية مبكرة. هذا الهدف فتح شهية العناصر الوطنية التي سيطرت على أطوار الشوط الأول، وفرضت إيقاعها على مجريات اللعب، غير أن غياب النجاعة الهجومية حال دون مضاعفة النتيجة رغم تعدد الفرص السانحة.
ومع انطلاق الشوط الثاني، عاد المنتخب الأردني بقوة، حيث تمكن من إدراك هدف التعادل في الدقيقة 49، مستفيداً من تراجع التركيز في صفوف المنتخب المغربي. وواصل “النشامى” ضغطهم ونجحوا في قلب الطاولة بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 67، ليصبح المنتخب المغربي مطالباً برد فعل سريع لتدارك الموقف.
أمام هذا السيناريو المعقد، تدخل المدرب طارق السكتيوي بتغييرات تكتيكية موفقة أعادت الحيوية والتوازن إلى صفوف المنتخب الوطني. ومع تصاعد الضغط المغربي في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، نجح المخضرم عبد الرزاق حمد الله في توقيع هدف التعادل في الدقيقة 88، معيداً الأمل ومؤكداً مرة أخرى حسّه التهديفي في المواعيد الكبرى.

وانتقلت المباراة إلى الأشواط الإضافية، حيث تفاجأ المنتخب المغربي بهدف ثالث للمنتخب الأردني في بداية الشوط الإضافي الأول، إثر لقطة حظ ولمسة يد من المهاجم أبو طه، ما زاد من تعقيد مهمة العناصر الوطنية. ورغم الصدمة، لم يفقد المغاربة إيمانهم بالعودة، وواصلوا الضغط الهجومي بإصرار كبير.
وجاء الخلاص في الدقيقة 99، حين عاد عبد الرزاق حمد الله ليهز الشباك مسجلاً الهدف الثالث للمنتخب المغربي، وسط فرحة عارمة في المدرجات، ليؤكد دوره القيادي وخبرته الكبيرة في حسم المباريات المصيرية.
وبهذا التتويج، يبرهن المنتخب المغربي الرديف على عمق خزان المواهب الوطنية وقوة الشخصية التنافسية لكرة القدم المغربية، مؤكداً أن الألقاب الكبرى تُحسم بالإيمان والقتال حتى آخر دقيقة، وأن “أسود الأطلس” قادرون دائماً على العودة وصناعة المجد مهما كانت الصعوبات.


Comments
0