في عمل لوجستي وأمني محكم، تحوّل المشهد بعد المباراة الحامية التي جمعت المغرب التطواني بشباب خنيفرة على الملعب البلدي بخنيفرة، من احتفاء رياضوي إلى اختبار حقيقي لكفاءة الأجهزة الأمنية في تدبير الحشود وتأمين المسالك.
فمع تسجيل الهدف الانتصار الوحيد للفريق التطواني في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، واندفاع صافرة الحكم معلنة نهاية اللقاء، وكأن الأمر استفزاز وظلم، ما خلف غضبا لدى الجماهير المتابعة،..
لم تكن الصافرة إيذاناً بانتهاء المهمة للأجهزة الأمنية، بل كانت إشارة البدء لعملية أمنية شاملة ومخططة مسبقاً.
فقد شهدت مسافة الطريق من خنيفرة إلى مريرت، المجاورة عبور الجماهير العائدة نحو تطوان، تعزيزات أمنية استثنائية. حيث انتشرت على طول الطرقات المؤدية إلى المدخل الجنوبي للمدينة، نقاط تفتيش ومراقبة، شكلت خط الدفاع الأول لتنظيم تدفق الحشود وتأمين مسارها. مشهد عكس الانسجام العملياتي بين عناصر الأمن الوطني بمفوضية شرطة مريرت، جنباً إلى جنب مع القوات المساعدة وعناصر الدرك ، وأعوان السلطة المحلية. كان هناك تنسيق شمل مسار قوافل الجماهير لحظة بلحظة..
من جهة أخرى وبعيدا عن التدخل الأمني نُؤكد أن الروح الرياضية الحقيقية هي التي تبني المجد، وليس لحظة الغضب العابرة. لأن انتصار القيم فوق المصلحة الضيقة، وتقبل نتائج المباريات بروح طيبة سواء في النصر أو الهزيمة، هو الانتصار الحقيقي الذي يرفع من شأن الأفراد والمجتمعات.
فلنتذكر جميعاً أن شغفنا الجميل بالكرة لا يجب أن يُفهم منه الاستفزاز أو يتحول إلى عنف، فسمو المجتمعات يُقاس بسلوكياتها في لحظات الفرح والألم، وعظمتها تكمن في قدرتها على تحويل الهزيمة إلى درس، والنصر إلى مصدر لإسعاد الجميع. لأن اللعبة في نهاية المطاف، هي مساحة للتآخي والتنافس الشريف، وميدان نتقابل فيه مرة بعد أخرى، تظلنا روابط الاحترام والإنسانية فوق أي نتيجة.


Comments
0