في إطار الندوة الوطنية حول تحولات الحقل الحزبي المغربي، قدم حمي الدين عن حزب العدالة والتنمية قراءة دقيقة للواقع السياسي المغربي، مسلطاً الضوء على مجموعة من الأزمات البنيوية والفكرية التي تعيق تطور المشهد الحزبي.
أكد حمي الدين أن الظاهرة الحزبية المغربية مستوردة، وليست نتاجاً طبيعياً للنظام الديمقراطي، مشيراً إلى أن النشأة التاريخية للأحزاب أثرت على تكوينها ونتج عنها أحزاب هجينة تعاني من ضعف الاستقلالية الفكرية وتفتقر إلى القدرة على تمثيل المواطنين بشكل فعّال.
وأضاف أن المجال السياسي المغربي محدود، وأن النظام الانتخابي ما زال معطوباً حتى اليوم، ما يجعل من الصعب تشكيل حكومة متجانسة، بسبب غياب الحد الأدنى من التوافق السياسي. وأوضح أن هذه الهشاشة البنيوية ساهمت في إنتاج احتجاجات اجتماعية متكررة، مثل حركات جيل Z و20 فبراير، مشيراً إلى أن هذه الحركات هي انعكاس طبيعي لفشل الأحزاب في الاستجابة لمطالب المواطنين.
وتطرق حمي الدين إلى التأثير الكبير للتحول الرقمي على الحقل الحزبي، مؤكداً أن الأحزاب تجد صعوبة بالغة في امتصاص الاحتجاجات القادمة، حيث أصبح التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي يشكل أداة ضغط قوية على المشهد السياسي، ويعيد تشكيل العلاقات بين الأحزاب والمواطنين.
وختم حمي الدين تحليله بالإشارة إلى أن الأزمة الحالية للحقل الحزبي المغربي تتطلب إصلاحاً جذرياً للنظام الانتخابي، وتوفير أرضية سياسية تمكّن الأحزاب من التمثيلية الحقيقية، مع التركيز على استيعاب التحولات الاجتماعية والرقمية لضمان استقرار المشهد السياسي وتعزيز مشاركة الشباب.
تدخل حمي الدين كشف هشاشة المشهد الحزبي المغربي، وأبرز الحاجة الماسة إلى تحديث النظام السياسي وإعادة هندسة الممارسة الحزبية لتصبح أكثر قدرة على مواجهة التحولات المجتمعية والرقمية، وضمان التمثيل الحقيقي للمواطنين في الحياة السياسية.


Comments
0