محمد أوجار يقارب تحولات الحقل الحزبي المغربي برؤية تاريخية وإصلاحية خلال ندوة وطنية بجامعة السويسي - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

محمد أوجار يقارب تحولات الحقل الحزبي المغربي برؤية تاريخية وإصلاحية خلال ندوة وطنية بجامعة السويسي

Oplus_131072
Oplus_131072

شهدت الندوة الوطنية حول تحولات الحقل الحزبي المغربي مداخلة لافتة للسيد محمد أوجار، ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي اختار أن يقدم مقاربة تجمع بين القراءة التاريخية لمسار الأحزاب المغربية والدعوة إلى إصلاحات عميقة تستجيب لمتغيرات المرحلة.

وأكد أوجار في بداية مداخلته أن تأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار لم يكن وليد ظرفية عادية، بل جاء نتيجة استثمار في الدينامية السياسية التي أطلقتها المسيرة الخضراء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث انخرط في تأسيسه عدد من رجال الدولة وخبراء الاقتصاد والقانون استجابة لحاجة سياسية ملحة آنذاك.

وتوقف المتحدث عند السياق الذي نشأت فيه الأحزاب الوطنية الكبرى مثل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، معتبرا أن تلك التجارب تحتاج إلى اهتمام أكاديمي أكبر نظرا لغنى مراحل التأسيس وما رافقها من صراعات فكرية وسياسية شكلت جزءا من ذاكرة المغرب السياسية. كما دعا إلى دعم البحث العلمي في دراسة هذه التجارب من أجل فهم أعمق لمسارات تطور العمل الحزبي.

وفي معرض حديثه عن استقلالية القرار الحزبي، شدد أوجار على أن هذه القيمة تشكل أساس المشروعية السياسية، وأن التجمع الوطني للأحرار ظل يعتبرها خطا أحمر ضامنا لنجاح أي مشروع إصلاحي. كما أبرز أن حزبه قام بأكبر عدد من جلسات الاستماع في تاريخ المغرب، شملت القرى والمدن والبوادي، من أجل بناء برامج سياسية منبثقة من حاجيات المواطنين وليس من المكاتب المغلقة.

ولم يتردد أوجار في الإشارة إلى أعطاب التدبير العمومي، معتبرا أن غياب آليات واضحة للمحاسبة على مستوى الولاة والعمال يشكل خللا يؤثر على فعالية السياسات العمومية. كما رأى أن الصلاحيات المحدودة لرؤساء الجماعات والمجالس الجهوية تعيق التنمية، وأن تجاوز هذا الوضع يستدعي الانتقال من مغرب بسرعتين إلى مغرب بمسار تنموي موحد، عبر تفعيل جدي للجهوية المتقدمة وربطها بمفهوم الحكم الذاتي كمدخل لنموذج تنموي جديد.

وفي قراءة للواقع الانتخابي، شدد أوجار على أن النخب التي تسيطر على المشهد غالبا ما تكون نخب المال، وهو ما ينعكس على جودة التمثيل السياسي داخل البرلمان. ودعا إلى نشوء نخب جديدة قائمة على النزاهة والكفاءة والانتماء الوطني الحقيقي، مؤكدا أن المغرب في ظل قيادة الملك محمد السادس أصبح قوة متوسطة على الساحة الدولية ولاعبا استراتيجيا في إفريقيا، وهو ما يستلزم نخباً سياسية على مستوى هذا التحول.

وختم أوجار مداخلته بالدعوة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين والأحزاب، واعتماد مقاربة سياسية جديدة تقوم على الإنصات والفعالية والجرأة الإصلاحية، من أجل حقل حزبي قادر على مرافقة التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب.

Leave a Reply

1000 / 1000 (Number of characters left) .

Terms of publication : Do not offend the writer, people, or sacred things, attack religions or the divine, and avoid racist incitement and insults.

Comments

0
Commenters opinions are their own and do not reflect the views of m3aalhadet مع الحدث