اهتزّت مدينة فاس على وقع فاجعة إنسانية مؤلمة، عقب انهيار عمارتين سكنيتين، في حادث مأساوي خلّف 22 قتيلاً وعددًا من المصابين، وفق حصيلة أولية، في واحدة من أكثر الكوارث العمرانية قسوة بالمدينة.
في حادث مأساوي هزّ مدينة فاس مساء آمس، انهيار عمارتين سكنيتين في ظروف ما تزال أسبابها قيد التحقيق من طرف السلطات المختصة، وقد خلّف هذا الانهيار خسائر بشرية مؤلمة، من بينها وفاة سيّدة وثلاث من بناتها اللواتي ينحدرن من دوار عين كدح التابع لجماعة بوعروس بإقليم تاونات.
كانت السيدة تقيم رفقة بناتها في إحدى الشقق السكنية بالعمارتين المنهارتين، قبل أن يفاجئهن الانهيار الذي لم يمهلهن فرصة النجاة. وقد خلّفت الفاجعة حزنًا عميقًا وسط ساكنة فاس، كما عمّ الأسى بين عائلة الضحايا وسكان دوار عين كدح الذين استقبلوا الخبر بصدمة كبيرة.
وفور وقوع الحادث، انتقلت عناصر الوقاية المدنية على وجه السرعة إلى مكان الفاجعة، حيث باشرت عمليات الإنقاذ والبحث تحت الأنقاض في سباق مع الزمن لانتشال الضحايا وإنقاذ من تبقى على قيد الحياة، وسط استنفار كبير لمختلف المصالح الأمنية والسلطات المحلية.
كما حلت السلطات الولائية بعين المكان لمواكبة عمليات التدخل الميداني، فيما فُتح تحقيق رسمي للوقوف على أسباب وملابسات هذا الانهيار وترتيب المسؤوليات القانونية.
وتعيد هذه الفاجعة الدامية إلى الواجهة ملف البنايات الآيلة للسقوط الذي ما يزال يهدد حياة المواطنين بعدد من المدن، مما يستدعي تدخلاً استعجاليًا صارمًا لتعزيز مراقبة جودة البناء وحماية الأرواح.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم جريدة “مع الحدث” بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، وخاصة عائلة الراحلات بدوار عين كدح، سائلين الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


Comments
0